المعتقل محمد فرج: معاناة مع مرض التصلب العصبي في سجون البحرين

تضج سجون البحرين بحالات عديدة لمعتقلين محرومين من حقهم في العلاج الكافي وآخرين تتدهور حالتهم الصحية بسبب ظروف السجن السيئة. منذ 2011، وثقت منظمات حقوق الإنسان المحلية حالات لضحايا الإهمال الطبي وظروف السجن الغير صحية والسيئة خاصة بين المعتقلين المصابين بأمراض مزمنة.

من الحالات الخطيرة في الوقت الراهن هي حالة المعتقل محمد فرج (21 سنة) والذي يعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي (RRMS). تعرف الجمعية الأمريكية الوطنية مرض التصلب العصبي كونه التهابات تهاجم الغشاء العازل لأعصاب الجهاز العصبي المركزي. خلال هذه الهجمات، ينشط جهاز المناعة مما يسبب تلف لهذه الأغشية. وبحسب مرحلة المرض يصاب المريض بأعراض عدة منها التنميل أو الوخز وصعوبة الحركة والتنسيق الحركي ومشاكل في النظر ومشاكل في المعدة ووظائف الكلى، بالإضافة إلى الآلام والاكتئاب والتعب الشديد وغيرها من الأعراض التي يصاب بها المرضى. لا يوجد حالياً علاج لهذا المرض ولكن تساهم العلاجات المتوفرة والمتابعة الصحية ونوعية الحياة على تخفيف الأعراض وتطور المرض.

في 2012، اعتقلت السلطات الأمنية محمد فرج لأول مرة من الشارع حيث تعرض للضرب أثناء الاعتقال والتهديد لإجباره على الاعتراف. وأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطاً لمدة 45 يوماً وقضى فترة حبسه الأولى كلها في المستشفى. في 2013، تم اعتقاله مرة أخرى والتحقيق معه دون محامي وحبسه لـ45 يوماً إضافية. وجهت لمحمد تهم الحرق الجنائي والتجمهر غير القانوني. وبدأت محاكمته بعد الإفراج عنه. في 27 أكتوبر 2014، حكمت المحكمة على محمد بالسجن 10 سنوات في محاكمة افتقرت للمبادئ الدنيا للمحاكمات العادلة حيث اعتمدت على اعترافات أخذت قسراً ولم يسمح لمحمد بالدفاع عن نفسه والتحدث خلال جلسات المحاكمة. في 26 يناير 2015، ذهب محمد إلى محكمة الاستئناف على كرسي متحرك بسبب مضاعفات المرض التي أصيب بها في فترات اعتقاله السابقة، خففت المحكمة الحكم إلى 7 سنوات سجن، وقامت قوات الأمن باعتقاله من قاعة المحكمة.

أصيب محمد فرج بانتكاسات متعددة في السجن بسبب ظروف السجن وعدم توفير العلاج اللازم، بالإضافة إلى عدم تعاون إدارة السجن معه. حيث كان يأخذ قبل دخوله السجن 3 حقن أسبوعياً، لم توفرهم إدارة السجن له في بادئ الأمر، وبعد فترة وعدة شكاوى، سمحت بذلك ولكن بشكل متقطع وغير منتظم. تطورت حالة محمد لتصل للحبل الشوكي، فوصف له الأخصائي المعالج حبوب “الجيلينيا” والتي تتطلب مراقبة لحالته في المستشفى وإجراء فحوصات بشكل مستمر، وهذا ما لا توفره وتسمح به إدارة السجن. مؤخراً، زعم أن إدارة السجن تسعى لمنعه من التحاليل التي هو في حاجة لها، حيث تم استدعائه والطلب منه أن يوقع على ورقة بأنه لا يريد إجراء هذه الفحوصات.

يخشى على محمد من إصابته بانتكاسات وتدهور حالته الصحية بشكل أكبر، فالإجراءات الحالية لإدارة السجن تضع حياته في خطر كبير. وبالرغم من تقارير حكومة البحرين ومؤسساتها المعنية بحقوق الإنسان، والتي تزعم إعطاء المعتقلين حقوقهم، ولكن لازالت معاناة المعتقلين من الحرمان من العلاج الطبي الكافي وتجاهل تحسين ظروف السجن مستمرة، والتي تؤكد التقارير المستقلة للمنظمات الحقوقية من تدنيها بشكل مستمر.