ملفات الاضطهاد: خليل الحلواجي

احتُجز خليل الحلواجي، باحث بحريني يبلغ من العمر سبعة وخمسون عامًا، و ناشط سياسي سابق، في سجن جو في المملكة. أُدين بحكم غير عادل و محاكمة ذات دوافع سياسية، كما وتعرض لسوء المعاملة و الحرمان من الرعاية الطبية، من قبل السلطات المحتجزة.

قام عدد من الضباط بعضهم بالزي الرسمي وبعضهم بثياب مدنية، بمداهمة منزل خليل وألقت القبض عليه من دون مذكرة توقيف، صباح 3  سبتمبر 2014. اقتادوه إلى مديرية التحقيقات الجنائية التابعة لوزارة الداخلية (CID) حيث قاموا بتعصيب عينيه وتقييد يديه. ثم أجبروه على الوقوف، ومنعوه من استخدام المرحاض، كما منعوه من الصلاة. فضلا عن انهم منعوه عن النوم و احتجزوه في زنزانة ضيقة حيث درجة الحرارة فيها منخفضة.

يزعم الضباط أنهم اعتقلوا خليل لأنهم عثروا على سلاح مخفي في منزله أثناء البحث. كما اتهموه بالمساعدة في القيام بالتفجيرات. ينفي خليل جميع الاتهامات ويقول أن الشرطة أحضرت السلاح إلى منزله وزرعته من أجل تبرير احتجازه. فضلاً عن ذلك، يعتقد خليل أن اعتقاله جاء انتقامًا لمركزه كعضو مؤسس لجمعية العمل الإسلامي (AMAL)، وهي جماعة معارضة مسجلة قانونًا تم حلها من قبل الحكومة وسط اعتقالات جماعية لقياداتها في عام 2012. ركزت معظم الأسئلة أثناء الإستجواب على مشاركته في AMAL، و أُجبر الحلواجي خلال التحقيق على التوقيع على اعتراف يؤكد جميع التهم الموجهة إليه. كما هدده الضباط بأنه إذا رفض القيام بما فُرض عليه، سوف يعيدونه إلى إدارة التحقيقات الجنائية لتعذيبه مرة أخرى.

أثناء انتظار المحاكمة، تم اعتقال خليل في مركز احتجاز الحوض الجاف، حيث تم رفض طلباته بالعلاج الطبي عدة مرات. واشتكى خليل مراراً من تعرضه لتخدير في ذراعه اليسرى بسبب جلطة دموية كان قد تعرض لها من قبل. ومع ذلك، لم تتخذ السلطات أي إجراء لمعالجته.

حُكم على خليل بالسجن لمدة عشر سنوات في 23 مارس 2017 – بعد مرور أكثر من عامين على اعتقاله- بتهم إثر اتهامه الضباط بزرع السلاح في غرفته. نُقل إلى سجن جو، حيث تعرض لسوء المعاملة. وقد أفاد خليل بأن النزلاء قد وجدوا الحشرات والحجارة والقطع النقدية في طعامهم. ذكر أيضاً أن الحراس أحضروا زجاجات “الكلوركس” الفارغة للسجناء لاستخدامها لتعبئة مياه الشرب. وقد تلقت منظمة أميريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان ((ADHRB تقارير متعددة من سجناء آخرين تؤيد هذا البيان.

تدهورت صحة خليل في سجن جو، وهو بحاجة إلى عناية طبية عاجلة. ومع ذلك، عندما أبلغ خليل أنه يعاني من مشكلة في التنفس و طلب اللجوء إلى عيادة السجن، رفضت السلطات هذا الطلب. تلقى العلاج الطبي غير الكافي عندما كان يعاني من أعراض جلطة دموية محتملة. لم تسمح له إدارة السجن زيارة طبيب متخصص و سمحت له بزيارة عيادة السجن فقط. بالإضافة إلى ذلك، بعد مرور عام كامل تقريبًا على وصوله إلى سجن جو، لم يتلق خليل حبوب الأسبرين لمنع تجلط الدم، على الرغم من توصية الأطباء له بذلك.

أجلت المحكمة، خلال جلسة المحاكمة الأولى لخليل، في عام 2014، الإجراءات القانونية أكثر من 20 مرة خلال فترة احتجازه لمدة عامين ونصف. وهو الآن في مرحلة الإستئناف و تماطل محكمة الإستئناف في الإجرائات، مع استمرار التأخير. وأفاد بأن ضباط السجن نقلوه إلى المحكمة لجلسات الاستماع، لكنهم احتجزوه في الحافلة ولم يسمحوا له بالحضور، بحجّة نقص في أفراد الأمن.احتجزوة في الحافلة من ساعات الصباح حتى بعد الظهر، دون السماح ه باستخدام دورات الحمام خلال هذا الوقت. تم تأجيل جلسة الاستئناف في 8 مارس 2018 حتى 2 أبريل، ثم تأجلت مرة أخرى حتى 19 أبريل، بسبب غياب خليل عن جلسة المحكمة. ومع ذلك، أفادت ابنته أن السلطات نقلته مرة أخرى إلى المحكمة لكنها احتجزته في الحافلة، مما منعه عن حضور جلسة الاستئناف.

واجهت فاطمة الحلواجي، ابنة خليل الحلواجي و نائبة رئيس المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان (EBOHR)، أيضا أعمالاً انتقامية لعملها. مُنعت فاطمة المدافعة عن قضية والدها و غيرها من قضايا المستهدفين في البحرين، من مغادرة البحرين  كما و تم منعها من حضور مؤتمرات الأمم المتحدة.

إن ما تقوم به البحرين ضد خليل ينتهك التزامات المملكة الدولية بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادتان 9 و 14)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادة 12)، اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لحقوق الإنسان. البحرين طرف في كل من هذه المعاهدات. تدعو  ADHRBالبحرين إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان من خلال الإفراج عن خليل فوراً وضمان أن تتوافق أي محاكمة في المستقبل مع الإجراءات القانونية الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة. علاوة على ذلك، تحث ADHRB الحكومة على وقف جميع الأعمال الانتقامية ضد الناشطين السياسيين وحقوق الإنسان و محاسبة المسؤولين على جرائم التعذيب وغيرها من الانتهاكات. وأخيراً، تحث ADHRB السلطات على توفير الرعاية الطبية الكافية لخليل وغيره من المحتجزين، و على الحفاظ على ظروف معيشية ملائمة في مراكز الاحتجاز في البحرين، مثل سجن جو.