البرازيل تغلق تحقيق (OECD) بشأن بيع مسيل الدموع على البحرين

17 ديسمبر 2015 واشنطن- منعت حكومة البرازيل الشهر الماضي إجراء تحقيق مستقل من قبل نقطة الاتصال الوطنية في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD) بشأن صادرت شركة برازيلية لصناعة قنابل الغاز المسيلة للدموع إلى مملكة البحرين.

القرار البرازيلي جاء على لسان وزير الخارجية بعد طلب منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) للتحقيق في العلاقة التجارية بين البحرين وشركة كوندور للتكنلوجية غير الفتاكة.

وتدعو (ADHRB) الحكومة البرازيلية بالسماح لـ (OECD) بالاستمرار في التحقيق، وتقديم الشركات للمساءلة بشأن انتهاكات اخلاقيات الاعمال التجارة و حقوق الإنسان.

قنابل الغاز المسيلة للدموع المصنعة من قبل شركة كوندور ظهرت للمرة الأولى في البحرين في وقت مبكر من 2011، عندما استخدمت الحكومة البحرينية الغاز المسيل للدموع وأسلحة أخرى في قمع حركة الاحتجاج السلمية التي اجتاحت البحرين في مطلع 2011.

في 2012 أعلنت الحكومة البرازيلية أنها ستحقق في إساءة استخدام السلطات البحرينية للغاز المسيل للدموع ولا سيما المصنعة من شركة كوندور، والتي نفت في وقت لاحق أن الغاز المسيل للدموع البرازيلي قد بيع إلى البحرين.

 في 2015 ظهر منتج كوندور من الغاز المسيل للدموع في البحرين مجدداً لقمع المظاهرات السلمية. وفي يناير من العام نفسه غطت قوات الأمن البحرينية قرية “البلاد القديم” بأكملها بالغاز المسيل للدموع كعقاب جماعي لاهل القرية لما يقومون به من احتجاجات سلمية في المنطقة.

ونتيجة للاستخدام المتهور والمفرط للغاز المسيل للدموع، اختنق المواطن البحريني عبد العزيز آل سعيد في منزله حتى الموت. وعثر على قنابل الغاز المسيلة للدموع المصنعة من قبل كوندور أمام منزله.

في سبتمبر قدمت منظمة (ADHRB) شكوى إلى البرازيل نقطة الاتصال الوطنية في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD) مفادها فتح تحقيق مع شركة كوندور لانتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في إطار المبادئ التوجيهية لـ (OECD).

 من جهتها (OECD) قررت بأن الشكوى المقدمة من (ADHRB) خطوة جديرة بالاهتمام وتحتاج إلى مزيد من الدراسة، وطلبت المعلومات الوافية لصادرات الغاز المسيل للدموع لبيان الامر من قبل وزارة الخارجية البرازيلية. ومع ذلك رفضت وزارة الخارجية البرازيلية الادلاء بالمعلومات، مما تسبب بعرقلة التحقيق وتهرب كوندور من المساءلة.

من جهته قال المدير التنفيذي لمنظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين حسين عبدالله ” إن وجود منتج كوندور خارج منزل عبد العزيز السعيد يجعل الشركة شريكا في قتله، لذلك يجب على الحكومة البرازيلية مواصلة التحقيق في تورط كوندور. بدلا ايجاد الذرائع”.

وأضاف عبدالله ” يجب أن تصغِ البرازيل لمثل هذه المطالب كما فعلت كوريا والاتحاد الاوروبي، لكنها بدلاً من ذلك تبيح استخدام منتجاتها لقتل الأبرياء في البحرين، وفي الوقت ذاته تواصل السلطات البحرينية في سوء استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع لإيذاء وقتل شعبها، وهذا ما تتحمله البرازيل لعدم وقفها لصفقات السلاح مع البحرين”.

في 2014 شاركت منظمة (ADHRB) في حملةٍ أُطلق عليها (أوقفوا الشحنة) في أشارتٍ إلى شحنة القنابل المسيلة للدموع التي كانت تنوي كوريا الجنوبية إرسالها إلى البحرين والتي بلغت نحو 1.7 مليون قنبلة. ونتيجة لهذه الحملة، قررت الحكومة الكورية تعليق الصفقة وعدم إرسال الشحنة إلى أجلٍ غير مسمى. كما سبق للاتحاد الاوروبي أن دعا إلى وضع حدٍ لتصدير الغاز المسيل للدموع من الشركات الأوروبية إلى البحرين.