منظمة ADHRB تدعو رئيسة جامعة سوفولك إلى رفض جميع الزيارات المستقبلية من السفير البحريني إلى الولايات المتحدة الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة

وجهت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، في 10 أكتوبر 2019، رسالة إلى السيدة مريسا كيلي، رئيسة جامعة سوفولك. تشير الرسالة الى مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي كان قد أشرف عليها الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة، السفير البحريني إلى الولايات المتحدة، والذي قام بزيارة جامعة سوفولك. تدعو منظمة امريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، السيدة مريسا بصفتها رئيسة جامعة سوفولك لرفض جميع الزيارات المستقبلية من الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله وكافة السلطات البحرينية الآخرين الذين كانوا على علم أو قد أشرفوا على انتهاكات حقوق الإنسان.

يمكنكم الاطلاع  على نسخة PDF  هنا.

حضرة الرئيسة كيلي،

نكتب إليكم من منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ADHRB، وهي منظمة غير حكومية مقرها العاصمة واشنطن، من أجل الإعراب عن قلقنا إزاء ادعاءات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البحرين تحت إشراف السفير البحريني إلى الولايات المتحدة، الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة. قام السفير آل خليفة بزيارة إلى جامعة سوفولك في الأول من هذا الشهر من أجل مناقشة العلاقات القائمة بين البحرين والولايات المتحدة وزعم أنه شدد على مبدأ “احترام الحرية الدينية” في المملكة – رغم التمييز الموثق ضد أغلبية السكان الشيعة في البحرين. إننا متخوفون من كون هذه الزيارة عبارة عن بذل جهود من أجل تبييض سجلات البحرين الرديئة في مجال حقوق الإنسان. لذلك فإننا  نناشد جامعة سوفولك لرفض جميع الزيارات المستقبلية من الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة.

تمتع الشيخ عبد الله بماكانات مرموقة عديدة الى جانب منصبه كسفير، فهو فرد من عائلة آل خليفة الحاكمة وابن وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي لطالما أُدين بإشرافه على جميع انتهاكات حقوق الانسان السائدة البحرين. شغلَ الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة مناصب عديدة قبل أن يصبح سفيراً، بما في ذلك حاكم المحافظة الجنوبية في البحرين منذ عام 2010 حتى عام 2017، رئيس الاتحاد الآسيوي لكمال الأجسام واللياقة البدنية منذ عام 2008.

استغل الشيخ عبد الله هذه المناصب من أجل كسب مكانة بارزة في المجتمع في حين كان يسمح للتابعين له باستهداف وتعنيف المدافعين عن حقوق الإنسان إلى جانب إخضاع المعتقلين والسجناء لآلية التعذيب وسوء المعاملة.

أشرف السفير آل خليفة على بعض مراكز الاعتقال في البحرين أثناء توليه منصب حاكم المحافظة الجنوبية في البحرين، ومنها المخفر الشرقي والغربي لشرطة الرفاع الذي جرى فيه اعتقال عدد من النشطاء والصحافيين والمدافعين عن حقوق الانسان بشكل تعسفي وأخضعوا للتعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الرعاية الصحية، من بينهم نبيل رجب، محمد رمضان، نزيه سعيد، ومحمود عبد الصاحب.

والجدير بالذكر أنّ هناك سلطة كبيرة تتمتع بها المحافظة على سجن جو الذي يعاني منذ عام 2017 من اكتظاظ كبير في أعداد السجناء الذي نددت به هيومن رايتس ووتش باعتبارها معاملة لا إنسانية ومهينة تنتهك القانون الدولي. تولى السفير آل خليفة منصبه في مارس 2015 في الوقت الذي ورد فيه أخبار بشأن استخدام رجال الأمن وحراس السجن للغاز المسيل للدموع، ووابل الرصاص إضافة إلى ضرب المعتقلين رداً على أعمال الشغب السائدة في السجن. أبلغ السجناء في الأسابيع التالية عن مجموعة العقوبات التي تعرضوا لها إلى جانب ممارسات التعذيب على أيدي حراس السجن بما في ذلك النوم القسري في حديقة السجن لعدة أسابيع والتعرض لمياه شديدة البرودة والوقوف الإجباري لساعات طويلة والتحقير المذهبي إلى جانب الحرمان من الطعام.

لا تقتصر هذه الانتهاكات على الممارسة داخل مراكز الاعتقال والسجون فقط، إنما تبين قيام السلطات في المحافظة الجنوبية بانتهاك حقوق الانسان أيضاً داخل مراكز أخرى أثناء فترة حكم السفير آل خليفة، وتشمل مستشفى قوة دفاع البحرين (BDF) . فقد وردنا أن هذه المستشفى كانت تقوم، خلال مظاهرات 2011، باعتداءات شتى وتمارس سياسة التهديد وتعتمد أساليب التخويف ضد الأفراد الذين تعرضوا للإصابات أثناء احتجاجهم واللذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.

أفاد السجناء أنهم قد نقلوا إلى مستشفى قوة الدفاع BDF حيث تم ضربهم وتقييد أيديهم وتعصيب أعينهم بدل تلقي العلاج المناسب، أي أنهم حرموا من الرعاية الصحية. كما أفاد عدة أفراد أنهم تعرضوا للتهديد بالاعتداء الجنسي عليهم وعلى ذوويهم . أما معتقل آخرفقد كشف عن  تلقيه تهديداً بالقتل.

يقام سباق الجائزة الكبرى فورمولا واحد  Formula 1، في الصخير في البحرين، المحافظة الجنوبية. فرضت السلطات في البحرين بشكل تعسفي، قيوداً على الحق في حرية التجمع واستهدفت التظاهرات السلمية.  ففي أبريل 2013،  على سبيل المثال، قامت قوات الامن باعتقال الناشطة رِيحانة الموسوي والناشطة نفيسة العصفور، بتهمة محاولة  وضع متفجرات في حلبة سباق الـفورمولا واحد Formula 1  وذلك بعد تخطيتهما لتنظيم احتجاج سلمي في الميدان. صرحت كل منهما عن التعرض للتهديد وسوء المعاملة. وأبلغت  الموسوي عن قيام السلطات بضربها وتجريدها  من ثيابها. حكم على كل منهما بالسجن، ورغم صدور إعفاء بحق السيدة نفيسة في 2015 وآخر بحق السيدة الموسوي في 2016، لم تجرِ الحكومة التحقيقاقات اللازمة في تقارير الاعتداءات.

لطالما أدان النشطاء، الحكومة لاستغلالها أحداث الفورمولا واحد Formula 1، كوسيلة رئيسية من أجل تبييض سجلات البحرين، على الصعيد الدولي، المتعلقة بحقوق الانسان. كما أنهم لطالما أفادوا أن انتهاكات حقوق الانسان في تزايد كبير بسبب الإجراءات الصارمة المفروضة على عمليات الاحتجاج.

تولى السفير آل خليفة، أثناء 2011، منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي للياقة البدنية وكمال الأجسام إلى جانب توليه منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للياقة البدنية وكمال الأجسام في الوقت الذي كانت سلطات البحرين تقوم بحملة من الأعمال الانتقامية ضد الرياضيين في البحرين جرّاء مشاركتهم في تظاهرات مؤيدة للديمقراطية.

في عام 2011، اعتقلت السلطات في البحرين طارق الفرساني ، بطل اللياقة البدنية في آسيا والبحرين، وقامت بتعذيبه إلا أن السفير آل خليفة لم يقم بالتدخل بهذه القضية رغم المنصب التي كان يشغله. اعتقل طارق لشهرين وحكم عليه بعدها بالسجن لمدة سنة من قبل المحكمة المختصة بالأمن الداخلي والتي اعتمدت الحكم العسكري من أجل محاكمة المدنيين المشاركين في التظاهرات.

استغل السفير آل خليفة مناصبه المتعددة في السلطة والسيادة، إضافة إلى كونه فرداً من العائلة الحاكمة في البحرين من أجل حماية الأفراد التابعين له ومن أجل توفير ظاهرة الإفلات من العقاب لكل من قام  بتعذيب وإهانة كل من السجناء السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان.

إن إنساناً كهذا لا ينبغي أن يرحب به في جامعة سوفولك تحت أي صفة كانت. وعليه نطلب منكم، بصفتكم رئيسة جامعة سوفولك، رفض كافة زيارات الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله وجميع سلطات البحرين المشاركين أو المشرفين على انتهاكات حقوق الإنسان.

 مع خالص التمنيات،

حسين عبدالله

المدير التنفيذي

أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين (ADHRB).