منظمة ADHRB ومنظمات حقوقية دولية توجه رسالة لسائقي الفورمولا 1 حول “التبييض الرياضي” في السعودية

في 24 مارس 2022، أصدرت ADHRB وتسع منظمات حقوقية أخرى رسائل مشتركة إلى أربعة من سائقي الفورمولا 1 ـ جورج راسل، ولاندو نوريس،وماكس فيرستابين، وسيباستيان فيتل ــ قبل السباق F1 في جدة، المملكة العربية السعودية. وأعربت هذه المنظمات عن قلقها إزاء تواطؤ الفورمولا 1 مع الحكومة السعودية في استخدام هذا الحدث كوسيلة لـ “التبييض الرياضي” لانتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان، لاسيما إعدام 81 شخصاً مؤخراً في 12 آذار، والتي مثّلت أكبر عملية إعدام جماعية في تاريخ البلاد.

لقد نفذت المملكة العربية السعودية عدة عمليات إعدام جماعية في السنوات الأخيرة. إن تنفيذ حكم الإعدام الجماعي في الثاني عشر من آذار هو أحدث دليل على نظام العدالة الزائف في المملكة، ومثال على الحكم الملكي العنيف. ووفقا للرسالة المشتركة، من بين 81 شخصا أعدموا، قتل أكثر من 50 % منهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الديمقراطية. إن هذه الإحصاءات نادراً ما تشكل جزءاً من واقع مظلم، فالسعودية تقمع المعارضة بقتل منتقديها، من خلال محاكمات زائفة مبنية على انتهاكات الأصول القانونية وانتزاع الإعترافات الزائفة المستخرجة بالإكراه وتحت التعذيب. وعلى الرغم من الإدانة الدولية الواسعة النطاق اعقاب الإعدام الجماعي، فقد استمرت عمليات الإعدام على نحو شبه يومي؛ وتم إعدام 16 شخصا آخرين في الأسبوعين بين فترة الإعدام الجماعي وإصدار الرسائل المشتركة. ما يثير القلق، أن عدد حالات الإعدام في عام 2022 كان أكثر من العامين السابقين سويا.

ومن المؤسف أن الإعدام الجماعي يشكل تصعيداً كبيراً لاستخدام المملكة السعودية لعقوبة الإعدام، ويتماشى مع التدهور السريع لحالة حقوق الإنسان في المملكة. في حين أن السلطات السعودية تعلن للعالم أنها أحرزت تقدما هائلا منذ صعود الملك سلمان للعرش في عام 2015، فإن نظام العدالة الجنائية السعودي لا يزال يتسم بعدم الشفافية والاستقلال، حيث تمكنت المحكمة الجنائية المتخصصة (SCC) من فرض أحكام سجن طويلة بحق الأفراد الذين يدافعون سلمياً عن حقوق الإنسان أو وجهات النظر المعارضة. بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من عدة أوامر ملكية صدرت في عامي 2020 و 2021 تهدف إلى تعديل أحكام الإعدام المتعلقة بجرائم المخدرات والجرائم التي يتهم بها القاصرون، فإن هذه التغييرات لا تزال لا تفي بالتزامات المملكة العربية السعودية بموجب القانون الدولي، نادراً ما التزمت بها وفقًا لتقدير المسؤولين القضائيين. ووفقاً للتقرير العالمي لعام 2022 الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، تواصل السلطات السعودية ممارسة القمع الممنهج للمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين السياسيين من خلال استخدام الاعتقالات التعسفية على نطاق واسع، والمحاكمات غير العادلة إلى حد كبير، والاعتماد المثير للقلق على عقوبة الإعدام في الجرائم المتصلة بالتهم التي ليست سوى نشاط سلمي وممارسة للحريات الأساسية.

تم إرسال الرسائل المشتركة بعد الموقف المبدئي الذي اتخذته F1 فيما يتعلق بإساءة استخدام الحكومة الروسية للسلطة حيث لم يتضمن إجراءات مماثلة فيما يتعلق بإساءة استخدام السلطة من قبل المملكة السعودية. عبرت التعليقات التي أدلى بها بطل العالم للفورمولا 1 لسبع مرات لويس هاملتون عن عدم الارتياح الذي يشعر به للسباق في المملكة العربية السعودية نظراً لانتهاكات حقوق الإنسان التي طال أمدها. وشدد السيد لويس على أنه “في الوقت الحالي تقع المسؤولية على عاتق القائمين بالسلطة لإجراء التغييرات، وفي الواقع نحن لا نرى ما يكفي. نحن بحاجة لرؤية المزيد”. وأكدت ADHRB ومنظمات حقوق الإنسان الموقعة أدناه بأنه في حين أن السائقين ليس لهم علاقة في تحديد مكان إقامة السباقات، فإن أصواتهم يمكن أن… ” تنقذ أرواح، وتمكن الأفراد والأسر الذين يعانون على أيدي السلطات في المملكة العربية السعودية”. وبناء على ذلك، تدعو الرسائل المشتركة سائقي F1 الأربعة إلى وضع أنفسهم كحلفاء للويس هاملتون في نشر الوعي لانتهاكات حقوق الإنسان والتعبير عن التضامن مع ضحايا انتهاكات المملكة العربية السعودية الواسعة النطاق لحقوق الإنسان.