ملفات الاضطهاد: السيد أسامة علي حسين

كان السيد أسامة علي حسين طالبًا يبلغ من العمر 16 عامًا عندما اعتقلته السلطات البحرينية تعسفيًا من الشارع دون تقديم مذكرة اعتقال. وتعرض السيد أسامة خلال احتجازه للتعذيب والحرمان من الوصول إلى مستشار قانوني والمحاكمة غير العادلة على أساس اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب. وهو يقضي حاليًا حكمًا بالسجن مدة 22 عامًا و6 أشهر في سجن جو بتهم ذات دوافع سياسية.

في 5 مارس 2017، اعتقل ضباط من وزارة الداخلية وضباط شرطة مكافحة الشغب وضباط شرطة الأمن وضباط مديرية التحقيقات الجنائية السيد أسامة في شارع المعارض حيث كان ذاهبًا مع صديقه لتناول العشاء في مطعم يقع في منطقة تجارية في العاصمة البحرينية المنامة. وبعد ذلك، قام الضباط بضرب وتعذيب السيد أسامة خلال نقله ، ثم داهموا الشقة التي كان يختبئ فيها قبل نقله إلى مبنى مديرية التحقيقات الجنائية. لم تكن عائلة السيد أسامة على علم باعتقاله حينها، علموا بذلك فجر اليوم التالي عندما استيقظوا على خبر مداهمة الشقة. وبعد حوالي ست ساعات من الاعتقال، تلقوا مكالمة من السيد أسامة تفيد بأنه كان في مبنى مديرية التحقيقات الجنائية، وقد تم احتجازه هناك لمدة أربعة أيام تقريبًا.

قبل اعتقاله، كان السيد أسامة يلاحَق بشكل يومي لمدة عامين. ونتيجة لذلك، اضطر إلى الاختباء في إحدى الشقق، وعاش في ظروف صعبة وعانى من عدم الاستقرار وانعدام الأمن. علاوة على ذلك، وقبل عامين من اعتقاله، كان السيد أسامة يبلغ من العمر 14 عامًا عندما حُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهم أعمال الشغب والتجمهر غير القانوني وتصنيع الأجهزة المتفجرة. وقد تلقت الأسرة استدعاءات عدة في أوقات مختلفة دون ذكر التهم أو تقديم أي سبب.

في مبنى مديرية التحقيقات الجنائية، قام الضباط بتعذيب السيد أسامة بشكل متكرر من خلال ضربه على أجزاء مختلفة من جسده خلال مدّة الاستجواب، وجردوه من ملابسه ووضعوه في غرفة شديدة البرودة لفترة طويلة. وتعرض لأنواع أخرى من التعذيب، لكنه لم يفصح عنها كلها خوفًا على مشاعر والديه. تعرض السيد أسامة لإصابات مختلفة بسبب التعذيب. واستمر الاستجواب نحو أسبوع ودون حضور محام. ونتيجة للتهديد والتعذيب، اعترف أمام النيابة العامة ببعض التهم الموجهة إليه.

في 19 مارس 2017، بعد أسبوعين من اعتقاله، تم نقل السيد أسامة إلى مركز احتجاز الحوض الجاف، حيث تمكن من مقابلة عائلته لأول مرة منذ اعتقاله. وفي 11 مايو 2017، تم نقله إلى سجن الحوض الجاف الجديد المخصص للمحكومين الذين تقل أعمارهم عن 21 عاماً.

لم يمثل السيد أسامة أمام القاضي خلال 48 ساعة من اعتقاله، ولم يُمنح الوقت والتسهيلات الكافية للتحضير لمحاكمته، ولم يتمكن من تقديم الأدلة والطعن في الأدلة المقدمة ضده. علاوة على ذلك، لم يقم الوالدان بتعيين محامٍ ولم توفر المحكمة محامٍ.

أدانت المحكمة السيد أسامة في الفترة الممتدة من 27 مارس 2016 إلى 28 فبراير 2019، في قضايا تتعلق بـ: 1) التجمهر غير القانوني وأعمال الشغب و2) تصنيع أجهزة متفجرة و3) الإتلاف العمد للمباني أو الأملاك العامة و4) وضع هياكل محاكية لأشكال المتفجرات و5) صناعة المتفجرات أو الاتجار بها أو استيراد الأسلحة و6) استيراد أو حيازة متفجرات أو بنادق أو مسدسات و7) التفجير أو الشروع أو المحاولة فيه و8) الحريق العمد و9) مخالفة شروط ترخيص استيراد المتفجرات أو كميتها و10) والإتلاف بإهمال. بناء عليه، حكم على السيد أسامة بالسجن لمدة 22 سنة و6 أشهر. وقد استأنف بعض الأحكام، إلا أن محكمة الاستئناف رفضت جميع الطعون وأيدت الأحكام.

يعاني السيد أسامة من إصابات ناجمة عن التعذيب الذي تعرض له على يد الضباط أثناء اعتقاله واستجوابه عام 2017، ولا يزال محرومًا من العلاج والرعاية الصحية.

إن اعتقال السيد أسامة دون مبرر وتعذيبه وحرمانه من الاتصال بمحام والمحاكمة غير العادلة والإهمال الطبي يشكل انتهاكًا لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (CAT) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تعتبر البحرين طرفًا فيها. علاوة على ذلك، فإن الانتهاكات التي تعرض لها عندما كان قاصرًا تتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل، والتي تعتبر البحرين طرفًا فيها أيضًا.

بناء على ذلك، تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) السلطات البحرينية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن السيد أسامة. كما تحث ADHRB الحكومة البحرينية على التحقيق في مزاعم الاعتقال التعسفي والتعذيب والحرمان من الاستشارة القانونية والإهمال الطبي. كما تدعو ADHRB الحكومة البحرينية إلى التعويض عن الإصابات التي لحقت به بسبب التعذيب، وإلى محاسبة الجناة. على أقل تقدير، تدعو ADHRB إلى إجراء إعادة محاكمة عادلة للسيد أسامة بموجب قانون العدالة الإصلاحية للأطفال، وصولًا إلى إطلاق سراحه. بالإضافة إلى ذلك، تحث المنظمة إدارة سجن جو على تقديم الرعاية الصحية اللازمة فورًا للسيد أسامة لمعالجة الإصابات الناجمة عن التعذيب، محملة إياها مسؤولية أي تدهور إضافي في حالته الصحية.