ملفات الاضطهاد: منتظر فوزي سلمان

كان منتظر فوزي سلمان فتىً قاصرًا بحرينيًا يبلغ من العمر 17 عامًا، وطالبًا في المدرسة الثانوية عندما اعتقلته السلطات البحرينية تعسفيًا من منزله في 22 ديسمبر 2016 من دون تقديم مذكرة اعتقال. تعرّض منتظر خلال احتجازه للتعذيب والإخفاء القسري والحرمان من الاستعانة بمحاميه خلال مدّة الاستجواب والمحاكمة غير العادلة، كما تعرض للإهمال الطبي. وهو يقضي حاليًا حكمه الصادر بالسجن لمدة 80 عامًا تقريبًا في سجن جو.

في 22 ديسمبر 2016، داهمت قوات مكافحة الشغب والقوات الخاصة وضباط بملابس مدنية منزل صديق منتظر في بني جمرة ليلًا حيث كان يسكن منتظر، بينما كانا نائمين. قاموا بضربه والقبض عليه من دون تقديم أي مذكرة اعتقال. بعدها نقلوه إلى مبنى مديرية التحقيقات الجنائية، حيث انقطعت أخباره لمدة يوم. تمكن من الاتصال بأسرته في اليوم التالي لإبلاغهم بوجوده في مبنى مديرية التحقيقات الجنائية. وتلقت الأسرة اتصالًا آخر منه في اليوم نفسه لإبلاغهم بوجوده في مركز شرطة دوار 17.

قبل اعتقاله، لاحقت السلطات البحرينية منتظر لمدة عام ونصف العام، وتلقت عائلته استدعاءات عدّة بحقه. كذلك فقد حكم عليه غيابيًا بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة حرق سيارة جيب.

خلال استجواب منتظر، نُقلَ مرات عدّة بين مبنى مديرية التحقيقات الجنائية ومركز شرطة دوار 17. وفي 24 ديسمبر 2016، اختفى قسريًا مرة أخرى لمدة 14 يومًا، تاركًا عائلته غير مطّلعة على مكان وجوده. قام ضباط مديرية التحقيقات الجنائية وضباط مركز شرطة دوار 17 بتعذيب منتظر، وضربوه على مناطق حساسة وعلى وجهه وأذنيه. كذلك أجبروه على الوقوف لساعات طويلة ويداه مقيدتان خلف ظهره، وأجبروه على النوم في زنازين شديدة البرودة. بالإضافة إلى ذلك، أهانوه وهددوه، ومنعوه من الاتصال بمحامٍ. وبسبب التعذيب الذي تعرض له، أُصيب منتظر بألم شديد في الأذن استمر لمدة عامين. وبعد هذا التعذيب، أُجبِرَ على التوقيع على أوراق الاعتراف من دون أن يكون على علم بمضمونها.

في 5 يناير 2017، نُقلَ منتظر إلى مركز احتجاز الحوض الجاف. في 11 يناير 2017، بعد عشرين يومًا من اعتقاله، سُمح لعائلته بزيارته لأول مرة في مركز احتجاز الحوض الجاف.

لم يمثل منتظر أمام قاضٍ خلال 48 ساعة بعد اعتقاله، ولم يُمنح الوقت والتسهيلات الكافية للتحضير لمحاكمته، ولم يتمكن من تقديم الأدلة وتحدي الأدلة المقدمة ضده. علاوة على ذلك، استُخدمَت الاعترافات المنتزعة منه تحت التعذيب كأدلة في المحاكمة.

في 16 يونيو 2016، حُكم على منتظر غيابيًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات كجزء من محاكمة جماعية شملت 43 متهمًا. وشملت التهم الموجهة إليه: 1) التجمهر وإثارة الشغب، 2) تصنيع عبوات ناسفة، 3) الحرق العمد، 4) الإتلاف بإهمال، و5) محاولة القتل. وفي 21 مايو 2018، أصدرت المحكمة حكمًا إضافيًا عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب إسقاط جنسيته. وبعد ذلك، أعيدت جنسيته بموجب عفو ملكي. وتلقى منتظر فيما بعد أحكامًا إضافية، ليصل مجموع عقوبته إلى ما يقارب الـ80 عامًا. ومع ذلك، فإن تواريخ وتهم وتفاصيل هذه الأحكام اللاحقة لا تزال مجهولة.

يتعرض منتظر، المحتجز حاليًا في سجن جو، للإهانات من قبل الضباط ويُحرم من العلاج المناسب لمشاكل المعدة التي يعانيها. وتقدمت عائلته بشكوى إلى الأمانة العامة للتظلمات بشأن تعذيبه؛ ومع ذلك، لم يتم الحصول على أي نتائج.

في أغسطس 2023، شارك منتظر في الإضراب الجماعي عن الطعام إلى جانب حوالى 800 سجين في سجن جو احتجاجًا على سوء المعاملة والرعاية الصحية غير الكافية. واستمر هذا الإضراب عن الطعام لمدة 40 يومًا، وانتهى في سبتمبر 2023 بوعد من إدارة السجن بتحسين الأوضاع داخله.

إن اعتقال منتظر من دون مذكرة توقيف وتعرضه للاختفاء القسري والتعذيب والحرمان من الوصول إلى مستشار قانوني خلال مرحلة الاستجواب والمحاكمات غير العادلة والإهمال الطبي، تشكل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة المهينة واللاإنسانية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. علاوة على ذلك، فإن الانتهاكات التي تعرض لها عندما كان قاصرًا تتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل، والتي تعد البحرين طرفًا فيها أيضًا.

على هذا النحو، تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) السلطات البحرينية إلى إطلاق سراح منتظر فورًا ومن دون قيد أو شرط. كما تحث المنظمة الحكومة البحرينية على التحقيق في مزاعم اعتقال منتظر التعسفي عندما كان قاصرًا وتعرضه للتعذيب والاختفاء القسري والحرمان من الوصول إلى المحامي خلال مدة الاستجواب والإهمال الطبي. وتدعو المنظمة الحكومة البحرينية إلى تقديم تعويضات عن الإصابات التي لحقت به بسبب التعذيب ومحاسبة الجناة، أو على أقل تقدير، إلى إجراء إعادة محاكمة عادلة له بموجب قانون العدالة الإصلاحية للأطفال، وصولًا إلى إطلاق سراحه. بالإضافة إلى ذلك، تحث المنظمة إدارة سجن جو على توفير الرعاية الصحية المناسبة لمنتظر على وجه السرعة، محملة إياها مسؤولية أي تدهور إضافي في حالته الصحية.