نظرة عامة على مشاركة منظمة ADHRB في أعمال الدورة 54 لمجلس حقوق الإنسان

شاركت منظمة أمريكيون  من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) في الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقد في الفترة ما بين 11 سبتمبر ولغاية 13 أكتوبر 2023.

خلال هذه الجلسات، قدمت المنظمة ثماني مداخلات شفوية في إطار أربعة بنود، سلطت فيها الضوء على مختلف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين واليمن. كما نظّمت بالمشاركة مع منظمات حقوقية أخرى ونشطاء وناشطات حقوقيين، ندوة على هامش أعمال المجلس، أثاروا خلالها القلق من استمرار الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها السجناء السياسيون في البحرين وضرورة إطلاق سراحهم.

قدمت ADHRB خمس مداخلات تتعلق بحالة حقوق الإنسان في البحرين في إطار البنود 4 و5 و6. وفي إطار البندين 4 و8، قدمت ثلاث مداخلات، اثنين منها سلطتا الضوء على الانتهاكات المرتكبة ضد الشعب اليمني.

البند الرابع

في إطار البند 4، قدمت منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ثلاث مداخلات خلال المناقشة العامة في 26 و27 سبتمبر 2023.

في مداخلتها الأولى، قدّمت المنظمة مداخلة شفهية، ألقاها حضوريًا الناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي، أثار خلالها قلق المجلس إزاء أوضاع السجناء السياسيين في البحرين، والانتهاكات المروعة والممنهجة التي تقوم بها حكومة البحرين، من دون رادعٍ أو محاسبة. وأشار إلى معاناة مئات السجناء السياسيين الذين أجبروا على خوض أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البحرين، للمطالبة بوقف سياسة القتل البطيء وإنهاء ظروف السجن القاسية، من بينهم الأكاديمي الدكتور عبدالجليل السنكيس، الذي خاض معركة الأمعاء الخاوية منذ يوليو 2021، وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي. ونتيجة لذلك، طالبت منظمة ADHRB المجلس بالضغط على البحرين للسماح للمقررين الخاصين بزيارة السجون.

وفي الوقت نفسه، قدمت المنظمة مداخلة أخرى لفتت خلالها الانتباه إلى التدهور الحاد والخطير للوضع الصحي للسجناء السياسيين، مما أدى إلى خوض المعتقلين إضرابًا طويلًا عن الطعام. وتطرقت إلى قضية المعتقل محمد حسن عبد الله الرمل، وهو سجين يبلغ من العمر 63 عامًا، معتقل منذ العام 2015 ومحكوم بالمؤبد، تتجاهل الحكومة وضعه الصحي على الرغم من خوضه 14 إضرابًا عن الطعام. وحثت المنظمة المجلس على دعوة البحرين للإفراج عن جميع السجناء السياسيين وضمان تقديم الرعاية الطبية اللازمة.

وكان للمنظمة وشركاء آخرين مداخلة تطرقت إلى آثار الحصار الذي يتعرض له الشعب اليمني، لفتت الانتباه إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وأثره على حالة حقوق الإنسان في اليمن. وأشارت ADHRB خلال المداخلة إلى انحياز القرار الأممي إلى طرف واحد في الحرب، ما تسبب بحرب تضمنت غارات جوية غير قانونية وحصارًا غير قانوني أسفرا عن مقتل أكثر من 500 ألف مدني وتجويع الملايين. ونتيجة لذلك، دعت المجلس إلى العمل على إستبدال القرار 2216 لأنه لم يكن قابلاً للتطبيق من حينه ولا يؤدي إلا إلى عرقلة الأجواء الإيجابية لمحادثات السلام الجارية في اليمن.

البند الخامس

في إطار البند 5، قدمت ADHRB ثلاث مداخلات في 29 سبتمبر 2023 خلال المناقشة العامة.

في المداخلة الأولى، تطرقت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، إلى ما يواجهه الأفراد المتعاونون مع الأمم المتحدة، من أعمال انتقامية، وأحكام غير عادلة، وهم الدكتور عبد الجليل السنكيس، عبد الهادي الخواجة، حسن مشيمع، سيد أحمد الوداعي، وسيد نزار الوداعي. منظمة ADHRB شاركت المقررة الخاصة قلقها إزاء تدهور الحالة الصحية لكل من السنكيس والخواجة وناجي فتيل منذ الإضراب المستمر عن الطعام الذي بدأوه في 7 أغسطس، وهم الذين تعرضوا لأعمال انتقامية خلال فترة سجنهم، بما في ذلك الإهمال الطبي الشديد والمستمر الذي يهدد حياتهم. ولفتت إلى استخدام البحرين برامج تجسس، بما في ذلك برنامج “بيغاسوس”، للحدّ من تعاون النشطاء مع مجلس حقوق الإنسان، وهو ما تجلى في حالات المراقبة الإلكترونية ضد منتقدي الحكومة في الدعوى القضائية المقامة في المملكة المتحدة من قبل سعيد الشهابي وموسى عبد علي. وحملت المنظمة العائلة البحرينية المالكة مسؤولية هذه الإجراءات الإنتقامية، وحثّت المجلس على اتخاذ إجراءات فورية.

وضمن مداخلاتها تحت البند الخامس، لفتت منظمة ADHRB انتباه المجلس إلى حالات الاحتجاز التعسفي المتعددة في البحرين ورفض البلاد التعاون مع الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، إذ مُنع من الوصول إلى البلاد منذ أكتوبر 2001. وأشارت إلى أنه على الرغم من مصادقة البحرين على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، إلا أن الالتزام بالمعاهدة لا يزال غير موجود. ولقد طورت البحرين نظامًا قضائيًا قمعيًا يستهدف بشكل ممنهج الأصوات المعارضة، ويستخدم أساليب تشمل الاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمات غير العادلة لقمع هذه الأصوات. وأشارت إلى أن الفريق العامل وجه عدة نداءات إلى البحرين، أكدت الاستخدام المنهجي للاحتجاز التعسفي والحرمان من المحاكمات العادلة والإجراءات القانونية الواجبة. وبناءً عليه، كررت “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” دعوات الفريق العامل لإجراء تحقيق شامل ومحايد في الحرمان التعسفي للمواطنين البحرينيين، وحثت على اتخاذ التدابير المناسبة لمحاسبة الجناة.

في ضوء ذلك، أعربت منظمة ADHRB ومنظمات شريكة، عن خيبة أملها إزاء الإجراءات التي تمر بها المنظمات غير الحكومية للحصول على الصفة الاستشارية، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من حماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وبيّنت أن لجنة المنظمات غير الحكومية تتكون حاليًا من دول أعضاء لا تسمح للمنظمات غير الحكومية بالعمل على أراضيها فحسب بل أيضًا من دول مستعدة لأن تتاجر بحقوق الإنسان من أجل مصلحة سياسية أو اقتصادية عابرة، وأخرى تحتل أراضي الآخرين بشكل غير قانوني، ودول تسعى إلى تأخير منح الصفة الاستشارية إلى أجل غير مسمى من أجل تأمين صفقات تجارية أو عقود عمل أو استلام قروض بدون فائدة. وبناءً على هذه الحقائق، دعت المجلس إلى النظر في هذه المفارقات الظاهرة ووضع الإجراءات الكفيلة بمعالجتها.

البند السادس

في إطار البند 6 خلال المناقشة العامة ، قدمت ADHRB مداخلة في 3 أغسطس 2023.

وخلال مداخلتها، أثارت المخاوف بشأن فشل البحرين وعدم جديتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاستعراض الدوري الشامل. وتشمل المخاوف العاجلة سوء أوضاع السجون وسوء معاملة المحتجزين، على النحو المبين في التوصيتين 93 و96. كما لفتت ADHRB إلى أن البحرين لا تزال تقوم بسجن وتعذيب المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان رغم التوصيتين 132 و37 الداعيتين إلى حماية المعارضة السلمية. وبيّنت أن التوصيتين 88 و89 تحثان على تخفيض عقوبة الإعدام إلى جرائم خطيرة، لكن البحرين تفشل في تنفيذهما بالكامل. منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين دعت المجلس إلى حث البحرين على الالتزام بتوصيات الاستعراض الدوري الشامل وضمان تنفيذها من خلال تعيين مقرر خاص بشأن البحرين.

البند الثامن

خلال المناقشة العامة في 5 أغسطس 2023، أشارت المنظمة إلى انتهاك التحالف الذي تقوده السعودية وكل الدول التي تدعمه، احق الشعب اليمني في تقرير المصير، وتسببه بأسوأ كارثة إنسانية في العالم واحتلال حوالي ثلثي أراضي اليمن، بما في ذلك سقطرى، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو المهددة الآن بإنشاء قواعد عسكرية للتحالف ومشاريع تجارية مدمرة للبيئة. ودعت المجلس إلى احترام سيادة اليمن، لأن استمرار العمليات العسكرية ضد اليمن، والقيود التي أدت إلى هذه الكارثة الإنسانية، سيؤديان إلى تداعيات وخيمة ليس على اليمن فحسب، بل أيضًا على الاستقرار الإقليمي والدولي بشكل عام.

ندوة حقوقية على هامش أعمال المجلس: 

في 27 سبتمبر 2023، وعلى هامش أعمال المجلس، نظمّت “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين”، بالتعاون مع منظمات حقوقية، ندوة بعنوان: إسكات الأصوات المعارضة: المخاطر التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان في البحرين. وقد تحدث خلال الندوة مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوداعي. إلى جانب المدافعات عن حقوق الإنسان نجاح يوسف، ابتسام الصائغ، وهاجر منصور.

وخلال كلمتها، تطرّقت الناشطة نجاح يوسف إلى تعرضها للتعذيب الجسدي والنفسي والإعتداء الجنسي  في فترة التحقيق التي استمرت خمسة أيام على خلفية انتقادها استضافة البحرين لسباق الفورمولا وان على أراضيها. وذكرت أن ما تعرّضت له من محاكمة افتقرت لأدنى معايير العدالة والإنصاف، وهو ما أكده تقرير الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي الذي أصدر رأيا حول قضيتها  كما تطرقت إلى أوضاع النساء المعتقلات، ما دفعها للإضراب عن الطعام عدة مرات احتجاجًا على سوء المعاملة، وأشارت إلى الآثار النفسية والجسدية للاعتقال، وعدم مهنية المؤسسات الحقوقية الرسمية وممارستها التضليل.

بدورها أشارت الناشطة ابتسام الصائغ إلى معاناة صغار المحكومين رغم صدور قانون العدالة الإصلاحية، والأحكام الصادرة بحقهم والتي تتجاوز أعمارهم، بالإضافة إلى إضرابهم عدة مرات احتجاجًا على سوء المعاملة والمطالبة بأبسط الحقوق. وتحدثت عن الاستهداف الذي يتعرض له المدافعون عن حقوق الانسان، وتجربتها الخاصة مع تعرض سيارتها للاحتراق على خلفية مشاركتها في مجلس حقوق الإنسان عام 2017، كما سلطت الضوء على التعذيب الجسدي والنفسي والإغتصاب الذي تعرضت له خلال التحقيق قبل اعتقالها الأخير، وما ترتب عليه من آثار نفسية لها ولعائلتها.

ولفتت الناشطة هاجر منصور إلى استهدافها انتقامًا من نشاط زوج ابنتها الناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي، وكيف تم اعتقال ابنها سيد نزار وانتزاع اعترافات منه تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي، وهو ما أكده  الفريق المعني بالاعتقال التعسفي. وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالضغط على سلطات البحرين لإطلاق سراحه وإكمال دراسته الجامعية التي حرم منها.

وتحدث سيد أحمد الوداعي عن تردي حالة حقوق الإنسان في البحرين وإضراب أكثر من 800 سجين في سجن جو احتجاجًا على المعاملة غير الإنسانية، كما تطرق إلى اضراب الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة ومنع ابنته الناشطة مريم من دخول الأراضي البحرينية، وأشار إلى قضية الدكتور عبدالجليل السنكيس وتعرض خمسة وستين سجينًا سياسيًا لمحاكمات غير عادلة.

من خلال مشاركتها في الدورة 54 لمجلس حقوق الإنسان، نجحت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين في لفت الانتباه إلى أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وفي مقدمة ذلك أوضاع السجناء السياسيين، كما لفتت الانتباه إلى الآثار المدمرة لاستمرار الحرب العسكرية والحصار الجائر على حياة اليمنيين، وحثّت على التمسك بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وضمان آليات تنفيذها.